جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

رحلة ميلاد المناخ العربي الجديد بقلم :أ.د. احمد ملاعبة

461

أصبح التغير المناخي واقعا لا مفر منه وزادت تراكيز الغازات الدفيئة بنسب كبيرة جدا ويعتبر التاريخين الرئيسيين لهذا التغير بداية الثورة الصناعية ١٧٥٠ وبداية انقسام العالم إلى دول بدرجات من النهضة التكنولوجية عام ١٩٥٠ .. وربما هناك الكثيرين ممن لا يؤمنون بالتغيير المناخي كون تاريخ الأرض شهد ٥ عصور جليدية كبيرة منذ انفصال الأرض عن المجموعة الشمسية قبل ٤،٤ مليار عام كما حصل أيضا فترات إحترار حراري عالية تعادل فترات العصور الجليدية.

ولكن ما يحصل اليوم وخصوصا عندما ارتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون ووصل في الغلاف الجوي الأرضي إلى معدل ٤١٣ جزء في المليون (ج.ف.م) وفي بعض الأماكن وما حولها مثل جزر هاواي هناك تسجيلات وصلت إلى ٤٢٨ ج.ف.م رغم أن التسجيلات السابقة من خلال المحتبسات الكربونية في الصخور والمياه الجليدية وغيرها لم تصل قبل عام ١٩٦٤ الى حدود ٢٠٠ ج.ف.م اضف الى ذلك ارتفاع تركيز غاز الميثان من ٨، ٠ ج.ف.م ال ى الضعف ووصل ١،٨ ج. ف .م إضافة إلى الغازات الأخرى مثل أكسيد النيروز والأوزون أخبار الماء ومركبات الفلروكلروكربون.

الشواهد العلمية الأخرى التي فرضت هذا الواقع اختلاف معدلات الأمطار وتوزيعها الجغرافي .. وهو من نشهده اليوم من الفيضانات الكبيرة التي تحصل في مناطق الجفاف وفقر الأمطار بحيث هطلت فيها امطار غرقت بسببها الاودية والمسيلات المنحدرات والقيعان والمربات.

في الأردن منذ عام ٢٠٠٥ يلاحظ أن مناطق البادية مثل بلدات الرويشيد (الاجفور) والصفاوي(الاجفايف) وما حولهما يشهدان فيضا غدقا يعرف كل شيء ويسبب خسائر في الأرواح والمزروعات ونفوقا غير مسبوق في المواشي وكذلك الحال في مناطق جنوب الأردن وقاع الحفر وحوض السرحان.

من ناحية أخرى، تشهد الجزيرة العربية أيضا تغيرا مناخيا في معدلات الأمطار فالربع الحالي أصبح فيه واحات وبرك ومسجات مائية وكذلك في العراق وبلاد الشام.

صحيح أن والاحترار العالمي الاصل فيه التوازن لذلك أن ارتفاع درجة حرارة الأرض درجة واحدة كما الحال اليوم سيزيد من معدلات التبخر من المحيطات والبحار والأنهار وبالتالي تكون السحاب الثقال .. وكذلك إلى تذبذب التيارات الهوائية وتغير في مسيرتها.. وهذا بذاته يكفي ليحدث تغيرا مناخيا .. ولعل الأعوام ال ١٠ القادمة ستشهد ميلاد المناخ العربي الجديد .. والذي سيحد من فكرة المناطق الأكثر عوزا للمياه .. وتسجل جزءا من مفهوم الأمن المائي.